المعلم الآخر الذي نتحدث عنه فيما يعنيه عليٌ لنا: هو أنه يمثِّل الامتداد الأصيل لحركة الهداية في الأمة ما بعد وفاة رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- وفاة النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- وغيابه من بين المسلمين يمثِّل خسارةً رهيبةً للأمة الإسلامية وللبشرية بكلها، ومثَّل أيضاً ختاماً للنبوة، وانقطاعاً لنزول الوحي في التشريع وفي حركة التشريع الإلهي، ما بعد هذه المرحلة وهي مرحلة مهمة من تاريخ البشرية، النبي بنفسه -صلوات الله عليه وعلى آله- تحدث عن فتن مظلمة كقطع الليل المظلم تقدم عليها الأمة بنفسها، ما بالك بالواقع البشري، وتحدث عن جاهليةٍ أخرى قادمة هي أخطر وأسوء وأظلم من الجاهلية الأولى، في ظل هذا المستقبل الحساس والخطير والمهم للأمة، هل انقطعت مسيرة الهداية في واقع الأمة وانتهت، وبقيت هذه الأمة في حالة من الضياع والانفلات.
اقراء المزيد